قصة سلمان الفارسي وبحثه عن الحقيقة

قصة البحث عن الحقيقة
بالله عليك أكمل قراءة هذه القصة ولنسال أنفسنا مالذي قدمناه لديننا ، ولدنا من أبوين مسلمين والحمد لله ولدينا أثمن كنز وأعظم هدية هو هذا الدين وان كنت لاتصدق أسالك مهما كنت فقيرا ومعدما وقلت لك أعطيك أموال الدنيا كلها وأصبح يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا وانظر ماذا يكون جوابك وحتى لانطيل نبدأ قصتنا
كان سلمان رجلا فارسيا من أهل اصبهان وكان أبوه شيخ القرية وكان سلمان أحب خلق الله إليه وتدين سلمان بالمجوسية واجتهد في دينه حتى كان خادم النار الذي يمنعها من أن تخبو ساعة لان قريته كانت تعظم النار وكان لوالد سلمان ضيعة ( مزرعة ) فقال يوما لسلمان اذهب وتعرف إلى أخبارها . فخرج سلمان وبينما هو يسير في الطريق مر بكنيسة للنصارى فسمعهم يصلون فدخل عليهم لينظر ماذا يصنعون فلما رآهم أعجبته صلاتهم ورغب في المسيحية وقال : هذا والله خير من ديننا وظل سلمان معهم حتى غابت الشمس وترك ضيعة أبيه فلم يذهب إليها ثم سال النصارى – حين أعجبه أمرهم – عن أصل دينهم فقالوا : في الشام ولما رجع سلمان إلى والده قال له : إني مررت على قوم يصلون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم ورأيت أن دينهم خير من ديننا . ولم يكد والد سلمان يسمع ذلك حتى خاف على سلمان من أن يترك المجوسية ويتدين بالمسيحية فقيده في رجله وحبسه في بيته وأرسل سلمان برسالة إلى النصارى يخبرهم فيها انه قد دخل في دينهم وقال فيها : إذا قدم عليكم ركب من الشام فاخبروني بهم لأرحل إلى الشام معهم وقد فعلوا فحطم سلمان الحديد والقيد وخرج معهم إلى الشام . وهناك سألهم : من أفضل أهل هذا الدين علما ؟ فقيل له : الأسقف في الكنيسة فذهب سلمان إليه وقال له : إني قد رغبت في هذا الدين فأحببت أن أكون معك في كنيستك أتعلم منك واصلي معك فقال له الأسقف : ادخل . فدخل سلمان معه . . . وكان الأسقف رجل سوء يأمرهم بالصدقة ليوزعها ثم يكنزها لنفسه ولم يعطها للفقراء والمساكين حتى جمع سبع قلال من الذهب والفضة فابغضه سلمان بغضا شديدا فلما مات الأسقف اجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقال لهم سلمان : إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ثم يأخذها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا وأنا أدلكم على كنزه فلما أراهم موضعه استخرجوا سبع قلال مملوءة ذهب وفضة فلما رأوها قالوا : والله لاندفنه أبدا فصلبوه ورجموه بالحجارة ، وجاءوا برجل آخر فجعلوه مكانه فكان غير سلفه إذ كان رجلا متدينا صالحا زاهدا راغبا في الآخرة فأحبه سلمان كثيرا وأقام معه طويلا ثم حضرت الأسقف الوفاة فقال له سلمان : إني قد كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه شيئا قبلك وقد أحضرك ماترى من أمر الله تعالى فبم تأمرني والى من توصي بي ؟ قال الأسقف : أي بني مااعرف أحدا من الناس على مثل ماانا عليه إلا رجلا في الموصل . فلما توفي ذهب الى صاحب الموصل فاخبره بخبره وأقام معه ماشاء الله ان يقيم ثم حضرته الوفاة فقال له سلمان : بم تامرني والى من توصي بي ؟ فقال الأسقف : يابني والله مااعلم رجلا على مثل ماكنا عليه إلا رجلا بنصيبين وهو فلان فالحق به فلما مات الأسقف لحق سلمان بصاحب نصيبين واخبره بأمره ثم أقام معه ماشاء الله أن يقيم ثم حضرته الوفاة فسأله سلمان : الى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ فأمره الأسقف أن يلحق برجل من عمورية من بلاد الروم فأقام سلمان معه ووجده خير رجل على هدى أصحابه ثم اشتغل سلمان بتجارة البقر والغنم حتى كانت له بقرات وغنيمات ثم حضرت الأسقف الوفاة فقال له : الى من توصي بي ؟ فقال له : يابني مااعرف احدا على مثل ماكنا عليه آمرك أن تأتيه ، ولكن قد أظلك زمان نبي يبعث بدين ابراهيم حنيفا يخرج بارض العرب يهاجر الى ارض ذات نخل بين حرتين وان له آيات لاتخفى فهو لاياكل الصدقة .. ويقبل الهدية وبين كتفيه خاتم النبوة ، ثم مات الأسقف ، قال سلمان : ومر بي ركب ذات يوم فسألتهم عن بلادهم فعلمت انهم من جزيرة العرب فقلت لهم : أعطيكم بقراتي هذه وغنمي على أن تحملوني معكم إلى أرضكم ؟ قالوا : نعم ، يقول سلمان ثم اصطحبوني معهم حتى قدموا بي وادي القرى وهناك ظلموني وباعوني الى رجل يهودي .. وبصرت بنخل كثير فطمعت ان تكون هذه البلدة التي وصفت لي والتي ستكون مهاجر النبي المنتظر . ولكنها لم تكن هي ولم يطل بسلمان الأمر فبينما هو عند ذلك الرجل الذي اشتراه حتى قدم عليه يوما رجل من يهود بني قريظة فاشترى سلمان من سيده ثم خرج الى المدينة فلما رآها سلمان تيقن أنها البلد التي وصفت له . وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بمكة ثم هاجر الى المدينة . وذات يوم وبينما كان سلمان على رأس نخلة من نخل سيده وسيده جالس تحت النخلة إذ اقبل ابن عم لسيده وقال : قاتل الله بني قيلة – الأوس والخزرج – والله إنهم لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون انه نبي . فلما سمع سلمان هذا الحديث أخذته رعدة وانتفض حتى أوشك أن يسقط من النخلة على سيده ثم نزل سلمان سريعا وقال لسيده : ماذا تقول ماالخبر ؟ فرفع سيده يده ولكم سلمان لكمة شديدة ثم قال له : مالك ولهذا . اقبل على عملك ... فلما جاء المساء اخذ سلمان معه طعاما ثم ذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء فدخل عليه ومعه نفر من أصحابه فقال لهم سلمان : إنكم أهل حاجة وغربة وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة وانتم أحق به من غيركم ثم وضعه سلمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : كلوا باسم الله .. وامسك هو فلم يأكل . فقال سلمان في نفسه هذه واحدة .. انه لاياكل الصدقة . ثم رجع سلمان في الغداة يحمل طعاما وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : رايتك لاتاكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كلوا باسم الله .. واكل معهم ، فقال سلمان في نفسه : هذه الثانية انه يأكل الهدية . ثم رجع سلمان ثم أتاه فوجده في البقيع وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتبع جنازة وحوله أصحابه فسلم ثم استدار سلمان ينظر إلى ظهر الرسول ليرى الخاتم الذي وصفه له صاحب عمورية فلما راه رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا عرف إن سلمان يبحث عن شيء وصف له فألقى رداءه عن ظهره ونظر سلمان إلى الخاتم فعرفه كما وصف له فاكب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله ويبكي وحكى له كل ماوقع له وبقصته ثم اسلم سلمان وحال الرق بيته وبين شهد بدر واحد . وفي ذات يوم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : كاتب سيدك يعتقك فكاتبه وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة بمعاونته حتى أصبح حرا وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الخندق وكان صاحب فكرة حفر الخندق ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان منا آل البيت